تقرير عن أشغال اليوم الدراسي حول موضوع “الماء بين الندرة والإسراف ” المنظم يوم 5 دجنبر 2024 بجماعة الويدان
تقرير عن أشغال اليوم الدراسي حول موضوع “الماء بين الندرة والإسراف “
المنظم يوم 5 دجنبر 2024 بجماعة الويدان
في إطار برنامجه لسنة 2024، نظم الفرع الجهوي مراكش-أسفي لجمعية الماء والطاقة للجميع بشراكة مع مجلس جماعة الويدان-عمالة مراكش يوم الخميس 5 دجنبر 2024 يوما دراسيا حول موضوع “الماء بين الندرة والإسراف” بقاعة الاجتماعات لجماعة الويدان. شارك في هذا اليوم الدراسي ممثلو المؤسسات العمومية المعنية بتدبير الموارد المائية بالجهة إلى جانب مؤسسات عمومية أخرى ذات صلة بالموضوع وكذا خبراء في المجال وممثلي المجتمع المدني. يهدف هذا اللقاء إلى إثارة إشكالات الماء والتحديات المطروحة من أجل التوعية بالأخطار الناتجة عنها والحد من آثار قلة الموارد المائية نتيجة لشح الأمطار مع توالي سنوات الجفاف ببلادنا.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للسيدة عباسة قراط رئيسة الفرع الجهوي للجمعية تلاها الاستماع لآيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني. بعد ذلك تناول الكلمة السيد عبد الله الناجي رئيس جماعة الويدان معبرا عن سروره لاختيار جماعة الويدان لاحتضان هذا اليوم الدراسي. مداخلته الرصينة كانت في الواقع مرافعة لامست مختلف جوانب الموضوع مركزا فيها عن الأوضاع العامة بالجماعة والتحديات المرتبطة بإشكالات الماء. بعد تشخيص دقيق مبني على أرقام وإحصائيات لوضعية الموارد المائية بجماعة الويدان ، أبرز التناقص الحاد لهذه الموارد سنة بعد أخرى ، نتيجة توالي سنوات الجفاف وتأثير ذلك على الفرشة المائية التي لم تعد تلبي حاجيات الساكنة، خصوصا وأن هذه الساكنة تضاعفت في السنوات الأخيرة بفعل الهجرة المعاكسة من مدينة مراكش نحو الجماعة ..أكد في مداخلته على أن ضغط التعمير يلتهم سنويا نسبة من الأراضي الفلاحية والمساحات الخضراء مما خلق صعوبات إضافية وتحديات أخرى اجتماعية وبيئية .في هذا الصدد أشار إلى المجهودات التي تقوم بها الجماعة إلى جانب المؤسسات العمومية المعنية من أجل تقديم الخدمات الضرورية للساكنة وتوسيع وتقوية البنيات الأساسية من طرقات ، وشبكة الماء الشروب والكهرباء وجمع النفايات الصلبة والسائلة .اعتبر النفايات السائلة معضلة حقيقية بالجماعة حيث تعتمد الكثير من الأسر على الحفر لتجميع هذه النفايات مما يهدد الفرشة المائية بالتلوث.
في ختام مداخلته قدم السيد الرئيس اقتراحات عملية لتجاوز الصعوبات المرتبطة بتدبير ندرة الماء والحد من الإسراف في استعماله، منوها بدور الجمعيات النشيطة في نشر الوعي بالإكراهات المطروحة وتشجيع الأسر والناشئة على تبني سلوكيات ايجابية في التعامل مع الموارد المائية وحسن تدبيرها. اعتبر في هذا الإطار التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطبه وخاصة خطاب الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش بمثابة خارطة الطريق للعمل من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بندرة الماء، حيث كانت توجيهات جلالته واضحة، اعتمدت تشخيصا دقيقا لواقع الحال، داعيا مختلف الفاعلين الحكوميين والمجتمع المدني إلى تعبئة شاملة للإمكانيات المتوفرة، وفق منهجية تشاركية تروم ابتكار حلول ناجعة لضمان الأمن المائي لبلادنا.
المهندس محمد رحو عن وكالة الحوض المائي لتانسيفت قدم عرضا بعنوان «ندرة المياه والتدابير الاستعجالية لتأمين التزود بالماء على مستوى حوض تانسيفت”. استهل عرضه ببسط الإكراهات المطروحة نتيجة قلة التساقطات المطرية وتقليص المياه المعبأة في السدود وكذلك بالنسبة للفرشة المائية التي تأثرت بشكل حاد لعدم تجديدها وأيضا بسبب الضخ العشوائي والإسراف المتواصل الذي تتعرض له دون تقدير للعواقب. أكد على أن وكالة الحوض المائي لتانسيفت من خلال الاختصاصات المخولة لها واجهت الظروف المناخية الصعبة التي تمر منها بلادنا بحس وطني عالي وبمسؤولية، مقدرة التحديات والإكراهات الصعبة. أوضح بأن الوكالة عملت على عدة واجهات بشكل استباقي من أجل ضمان توفير المياه الصالحة للشرب لساكنة الجهة وضمان توفير المنتوجات الفلاحية في الأسواق من خلال تمكين الفلاحين من الاستفادة من نسبة من الموارد المائية للسقي.. أضاف بأن الوكالة قامت باستثمارات هامة لتجاوز النقص في الموارد المائية التقليدية بإنجاز مشاريع مبتكرة مشيرا بالخصوص إلى نقل المياه عبر قنوات من الأحواض المائية بشمال المغرب التي تعرف فائضا نحو حوض تانسيفت إلى جانب الاستثمار في وحدات تحلية مياه البحر وتسريع انجاز المنشآت المائية المبرمجة.
المديرية الجهوية للكهرباء والماء الصالح للشرب قطاع الماء كانت سباقة للتعبير عن المشاركة في اليوم الدراسي. حضور السيد المدير الجهوي محمد النوبي شخصيا في هذا الملتقى كان له وقع خاص حيث اعتبره المنظمون مؤشرا على انفتاح المديرية الجهوية على مثل هذه المبادرات ودعمها وتأطيرها… في كلمته المقتضبة بالمناسبة أكد السيد محمد النوبي على انخراط المديرية الجهوية للكهرباء والماء الصالح للشرب –قطاع الماء في تنزيل التوجيهات الملكية الرامية إلى الحد من آثار ندرة الماء وضمان ديمومة استفادة سكان الجهة من الماء الشروب من خلال برامج طموحة ومبتكرة تأخذ بعين الاعتبار التقلبات المناخية..
بعده قدمت السيدة سهام زناسني المسؤولة عن التواصل بالمديرية عرضا تحت عنوان “إنتاج الماء الصالح للشرب في جهة مراكش-آسفي”. انطلقت في عرضها بتقديم المعطيات التقنية الخاصة بحجم الكميات المستهلكة من الماء الصالح للشرب في الظروف العادية ،ومقارنتها بالكميات المتوفرة من مختلف المصادر التقليدية بعد معالجتها وتصفيتها ونقلها عبر شبكات التوزيع لتكون رهن إشارة المستهلكين .أشارت إلى أن التغيرات المناخية أدت إلى شح الأمطار وتناقص كميتها في السنوات الأخيرة مما شكل تحديا لجميع الجهات المعنية بتدبير الموارد المائية .انطلاقا من هذه الوضعية عملت المديرية الجهوية بجهة مراكش-آسفي بتنسيق مع باقي المتدخلين على تكثيف الجهود من أجل إيجاد الحلول الملائمة للمشاكل المطروحة واستغلال جميع الإمكانيات المتوفرة لإنتاج الماء بكميات وافرة وبجودة عالية. أضافت بأن المديرية منخرطة في المجهود الجماعي الرامي إلى تجاوز الوضعية الراهنة وابتكار حلول ناجعة تستجيب للإشكالات والصعوبات. اعتبرت أن برامج التحسيس والتوعية التي يقوم بها المكتب الوطني والجهوي أعطت نتائج ملموسة على أرض الواقع، إذ أدت إلى تحسن سلوك الأفراد والجماعات في تعاملها مع الموارد المائية وتجاوز بعض ظواهر الإسراف والعشوائية في تدبير الماء
قطاع الفلاحة كانت له الكلمة باعتباره أكبر مستهلك للماء في شخص المهندس سفيان الشارفي، باسم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الحوز، وبمداخلة تحت عنوان «إشكالية ندرة الموارد المائية، الإجراءات المتخذة للتقليل من آثارها على قطاع الفلاحة “. استهل عرضه بتقديم إحصائيات ومعطيات ميدانية حول القطاع الفلاحي بالجهة مبرزا التناقص الحاد في كميات المياه المسخرة لأغراض فلاحية في ظل الجفاف المتواصل، وأثر ذلك على مساحات الأراضي المسقية. اعتبر القطاع الفلاحي أكبر متضرر في ظل هذه الوضعية الصعبة والقاسية ، مؤكدا على أن الإدارة واعية بالتحديات المطروحة وتسخر كل المجهودات الممكنة من أجل التخفيف من آثار الجفاف على القطاع وعلى الفلاحين .أشار في هذا الصدد على أن البرامج المسطرة تستحضر الظروف المناخية الصعبة التي تمر منها بلادنا واتخذت تدابير استعجالية للحيلولة دون الشلل التام لسلاسل الإنتاج ، وذلك بتسخير التقنيات الجديدة التي تعتمد الاقتصاد في الماء والقطع مع مظاهر التدبير والاستغلال العشوائي للموارد المائية عبر تكثيف المراقبة والتأطير للفلاحين وتقديم الدعم الضروري لهم من أجل تغيير أساليب الإنتاج وتنويع المزروعات بالاعتماد على أصناف ملائمة .
الأستاذ بوجمعة بلهند، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة مراكش-آسفي، في عرضه بالمناسبة قدم تجربة الأكاديمية في مجال التحسيس والتوعية بندرة الماء مذكرا بالتجارب التي أشرفت عليها الأكاديمية على مستوى المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجهة.. أشار إلى بعض من هذه الأنشطة التي تختزل إبداع الطاقات الفنية للمشرفين على انجازها والتي كان لها صدى تجاوز حدود الوطن إلى العالمية، بنيلها تقدير الهيئات الأممية المعنية بالتجارب البيئية حول العالم. من بين هذه الأعمال شريط تربوي هادف ذو حمولة بيئية في قالب فني، بالإضافة إلى تجارب ميدانية تستهدف تلاميذ المؤسسات التعليمية تروم توعية الناشئة وتحسيسهم بمكانة الماء في حياة الأسر ومن تم ضرورة استعماله دون تبذير.
لا شك أن الحلول المبتكرة لإشكالات ندرة الماء، لا يمكن أن تتم إلا عبر الدراسة والبحث العلمي.. جامعة القاضي عياض ومن خلال المركز الوطني للأبحاث والدراسات حول الماء الذي يضم نخبة من الخبراء والباحثين همهم الإجابة عن الإشكالات المرتبطة بالطاقة والماء.. اعتبارا للشراكة التي تربط جامعة القاضي عياض بمراكش مع المكتب الجهوي مراكش-آسفي لجمعية الماء والطاقة للجميع كان حضور المركز في اللقاء الدراسي من خلال باحثتين في سلك الدكتوراة في موضوع الماء. الطالبة الباحثة الهام الزهواني وحورية رباح تناولتا موضوع “الدراسات المنجزة للإجابة على إكراهات ندرة الماء من زاوية معالجة المياه العادمة”. أبرزتا في عرضهما مجال اشتغالهما الذي يهدف إلى إعطاء أجوبة علمية وتقنية انطلاقا من إعادة استعمال المياه العادمة. تطرقتا إلى المنهجية المتبعة في البحوث المنجزة أو التي توجد في طور البحث حيث تسعى هذه البحوث إلى ابتكار حلول لتصفية المياه العادمة وإزالة المواد السامة والملوثات الملتصقة بها والحصول على مياه نظيفة قابلة للاستعمال. بعض هذه التجارب أصبح الآن موضوع تطبيقات عملية في محطات التجارب حيث تسخر هذه المياه في سقي الحدائق. والمساحات الخضراء.
قبل ختام اليوم الدراسي شهد اللقاء لحظة قوية، لحظة عرفان لثلاثة شخصيات كانت لهم إسهامات حقيقية كل في مجال اختصاصه من اجل جعل إشكالات الماء موضوع تفكير وبحث واهتمام مجتمعي.
– السيد عبد الله الناجي رئيس جماعة الويدان.
– السيد بعلي الصغير رئيس جمعية الماء والطاقة للجميع.
– الدكتورة والأكاديمية ليلى ماندي رئيسة المركز الوطني للأبحاث والدراسات حول الطاقة والماء.
خصص المكتب الجهوي لكل منهم تذكارا يوثق للحدث ويحمل عبارات التقدير والعرفان لما أسدوه من خدمات جليلة في مجال تثمين الموارد المائية والحفاظ على استدامتها في بلادنا. مبادرة جميلة لاقت استحسان الحضور وتعكس إيمان أعضاء جمعية الماء والطاقة للجميع لأهمية نشر ثقافة العرفان والامتنان في صفوف أفراد المجتمع عموما والمهتمين بالشأن العام على وجه الخصوص.
تقرير من انجاز عضو اللجنة التنظيمية.
محمد أقريش